غانم المفتاح .. يمشي بيديه ويلهم العالم بربع جسد

ولد مصاباً بمتلازمة التراجع الذيلي التي تحدث تشوهات بالعصعص والفقرات القطنية

اختير أول سفير من أصحاب الهمم لمونديال كأس العالم لكرة القدم في قطر

هل يمكن أن يعيش الإنسان بربع جسد؟ قد تبدو الإجابة بـ «نعم» ضرباً من الخيال، لكن قصة ملهمنا البطل القطري غانم محمد المفتاح حولت المستحيل إلى حقيقة مجسدة على أرض الواقع.

ليس هذا فحسب، بل استطاع غانم المفتاح ممارسة حياته بصورة طبيعية كالأصحاء، وناضل مع أفراد أسرته، ليتقبله المجتمع ويندمج فيه، كما امتلك قلوب الناس، الذين ألهمتهم عزيمته ونجاحه وتحدي إعاقته ونضاله المستمر.

ولادته

ولد المفتاح التوأم مع أخيه أحمد، وهو يعاني من أحد الأمراض نادرة الحدوث، ويسمى بمتلازمة التراجع الذيلي، وهي عيب خلقي يحدث تشوهات بالعصعص والفقرات القطنية سببه ـ وفق الدراسات الطبية ـ إصابة الأم بمرض السكري.

أثناء حمل والدته بالتوأم قال لها الأطباء: إن أحدهما بلا حوض وأنه سيموت حتماً، وإن عاش فستكون حياته شقاء، فنصحها جميع من حولها بالإجهاض إلا أن إيمانها برحمة الخالق وتشبثها بطفلها كان له أعمق الأثر عليها.

أنجبته والدته مع توأمه الذي كان معافى، وأخذته بصحبة أبيه وطافوا العالم بحثاً عن علاج لمرضه، لكن الأطباء أجمعوا على أن لا يوجد له علاج، وأن بإمكانها فقط أن تحافظ على سلامه جسده وقلبه.

نشأته

ولد المفتاح في 5 مايو عام 2002م، وعندما وصل إلى سن الدراسة، أرادت عائلته تسجيله في المدرسة، لكن إدارات المدارس رفضت، فقررت والدته افتتاح مدرسة له ولأقرانه.

عندما كبر المفتاح قليلًا تبرعت والدته بالكرسي الكهربائي ليعتمد على يديه، وتقوى عضلاته، ثم سجل في تمرين رياضة السباحة بنادي الغرافة، وحصد العديد من الجوائز وأصبح يغوص إلى 10 أمتار.

أسرته

والمتتبع لمسيرة البطل الملهم غانم المفتاح، يتأكد أن وراء هذه العزيمة أسرة قوية وشديدة المهارة في زرع روح التحدي والأمل في نفوس طفلهم، حيث سعت إلى رفع شأن أصحاب الهمم، وأنشأت مؤسسة سميت بمؤسسة غانم المفتاح لتوزيع الكراسي المتحركة على أصحاب الهمم.

اختارته مؤسسة أيادي الخير نحو آسيا ليكون سفيراً للنوايا الحسنة، ويعد ثالث أصغر طفل يكون سفيراً من سفرائها.

كما تم اختياره من قبل مركز قطر للمال ليكون سفيراً لحملاته الدعائية، حيث يدعو هذا المركز إلى دمج أصحاب الهمم بالحياة العملية من خلال العمل على تنمية مهاراتهم.

واختير في عام 2022 سفير مونديال كأس العالم لكرة القدم في قطر، لكونه شخصية ملهمة وذا ابتسامة متميزة على حد تعبير رئيس الفيفا.

يقول غانم المفتاح في أحد لقاءاته: «أحب جسمي أكثر من محبتكم لأجسادكم، وأعظم تحدٍ هو التعايش مع الإعاقة بحب وسلام وابتسامة».

يدرس المفتاح حالياً العلوم السياسية في ألمانيا، كما أنه يمارس عدة هوايات منها: ممارسة كرة القدم والرياضات الذهنية والبدنية كالتزلج على الجليد والسباحة والمبارزة ورفع الأثقال وتسلق الصخور.

إلهامه

غانم المفتاح من المؤثرين بشكل كبير على شبكات التواصل الاجتماعي، فلديه موقعه الإلكتروني الذي يحكي فيه عن تجربته وعلاجه وحياته، وهو كثير لظهور مع أخيه التوأم أحمد، ولديه حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي توثق حياته اليومية ومسيرته حتى اليوم الحالي.

استطاع غانم المفتاح الذي يأخذ من اسمه نصيباً، تجاوز مرحلة إثارة العاطفة والشفقة لدى الآخرين بعدما استثار التحدي والنشاط لديهم، وأصبح علامة مميزة للنجاح وتخطي العقبات والصعاب في الحياة، وهو ما ساهم بكونه شخصاً ملهماً وإيجابياً.

نعم قصة الملهم غانم المفتاح تثبت أن التغلب على التحديات بالعزيمة والأمل وإرادة التغيير، تفوق كل القوى المثبطة.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s