سنجاب .. شفته ولسانه تتكلمان أعقد لغات البرمجة

حادث ارتطام رأسه في قاع البحر خلال ممارسته السباحة أصابه بشلل رباعي

درس علوم الحاسوب في جامعة الشارقة وتخرج بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف

حادث أليم أدى إلى أصابته بكسر في الرقبة وشلل رباعي، وصعوبة في التنفس، ليصبح طريح الفراش.. لم يستسلم لإعاقته، وتمكن من خلال لسانه بدخول عالم الكتابة والبرمجة وتحقيق حلمه الذي  دام 20 عاماً.

إنه خلدون سنجاب ابن مدينة التل السورية الذي تعرض لحادث ارتطام رأسه في قاع البحر خلال ممارسته السباحة في أحد شواطئ طرطوس، وهو في عمر السابعة عشرة من عمره بعد حصوله على الثانوية.

هذا الحادث أدى بسنجاب إلى إصابته بشلل رباعي ليظل طريح الفراش، ويعيش بأجهزة تنفس اصطناعية، موصولة بالكهرباء.

بعد نشوب الحرب في سورية، أصبح انقطاع الكهرباء يشكل خطراً على حياته، فانتقل إلى بيروت التي لم تكن أفضل حالاً، ما دعا زوجته إلى طلب الاستغاثة من عدة جهات عالمية، لتكون الإمارات الحاضنة والراعية لمعجزة سنجاب.

بعد تحسن حالته مارس خلدون سنجاب خلال إصابته البرمجة، وهو ممدد دوماً في فراشه يعلو رأسه جهاز الكمبيوتر وتعلو شفتاه «الماوس» التي صممها خصيصاً لنفسه بمساعدة الأصدقاء، ويكمل حياته المهنية عبر الانترنت بـ «الماوس» التي يحركها بشفته السفلى حيناً وبلسانه أحياناً أخرى.

مرحلة جديدة

ما إن وطأت قدما خلدون سنجاب أرض الإمارات المعطاءة، التي تستقبل الحالات الإنسانية وتحولها إلى قصص نجاح بارعة، حتى شرع خلدون بإجراء عمليات جراحية في مستشفيات أبوظبي، أسهمت بشكل كبير في تحسن حالته.

ولم يكن تحقيق حلم خلدون سنجاب بإكمال دراسته بعيداً في أرض الخير، حيث حصل على منحة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لدراسة علوم الحاسوب في جامعة الشارقة.

وخلال سني دراسته طوقته جامعة الشارقة بالرعاية الكريمة، وبإشراف مباشر من الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير الجامعة، الذي منحة سكناً له ولأسرته للإقامة داخل حرم الجامعة، ما وفر عليه الكثير من مشقة التنقل.

أمضى خلدون سنجاب سنوات دراسته في جامعة الشارقة، بكل جد واجتهاد، حتى تخرج فيها بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، فصار قصة ملهمة لأصحاب الهمم العالية، والإرادة القوية التي لا تقف عندها حدود.

إلهام

رافق خلدون في رحلة علاجه ونجاحه زوجته يسرا التي تزوجها بعد قصة حب مبدؤها تدريسه لها مادة الكيمياء عندما كانت تتقدم لنيل الثانوية، فأسسا عائلة صغيرة تتألف منهما مع ابنتها جودي اللتين كانتا معه في كل يومٍ ولحظة، طوال مشواره بالجامعة، ثم ما لبثت أن كبرت العائلة بإنجابهما بنتاً وولداً.

التحديات التي مر بها خلدون، منذ إعاقته ولحين الزواج والنزوح من سورية، ثم الانتقال إلى الإمارات والعلاج فيها ثم التخرج في الجامعة، زادته إصراراً ويقيناً صادقاً، بأن الله معه ويساعده، وأن ما حدث له يجب أن يتحول إلى منحة ربانية تلهم الجميع.

إن الإرادة القوية، والطاقة الإيجابية التي يستمدها صاحب الهمة والملهم خلدون سنجاب من زوجته وأسرته، هي التي أوصلته إلى هذا الإلهام الذي يشيعه في نفوس كل من سمع أو قرأ أو شاهد قصته.

قصة خدون سنجاب رسالة إلى جميع أسر أصحاب الهمم بأن دورهم التحفيزي مهم جداً في تمهيد الطريق أمام صاحب الهمة ليتجاوز التحديات ويحقق المعجزات.

شكراً خلدون سنجاب ولأسرتك التي تلهمنا.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s